أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
عصفورة الجنه | ||||
محبة بالله | ||||
ابن فلسطين | ||||
آمنة | ||||
كوفيه فلسطين | ||||
عيون المها | ||||
الكابتن | ||||
اميرة القدس | ||||
الجنرال | ||||
ام حسن |
لا تحزن وابتسم للحياة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لا تحزن وابتسم للحياة
هذه قصة من كتاب
لا تحزن وابتسم للحياة
للشيخ (محمود المصري)
يقول صاحب القصة:
في عام 2001 م سافر أخونا فهد مع صديق له يدعي خالد إلي دولة البحرين في رحلة علاجية لأحدهما وكان الاثنان من أهل الخير والصلاح وبعد وصولهما إلي للبحرين أقاما في احدي الفنادق هناك فاستسلم خالد للنوم علي الفور من اثر التعب و الجهد أما فهد ففقد خرج وحده للتسوق سيرا علي الأقدام باحثا عن الطعام يدفع به جوعته
قال فهد : بينما أنا أسير في منتصف السوق تقريبا إذا لفت انتباهي مطعم فخم صغير ومزدحم كثيرا فقلت في نفسي لو لم يكن هذا المطعم متميزا لما كان هذا عليه الإقبال الشديد رغم ضيق مساحته فاتجه إلي المطعم ودفعت بابه لكي ادخل فأخذت انظر يمينا وشمالا في صالة المطعم لعلي أجد مكانا خاليا اجلس فيه لكن للأسف لم أجد وفجأة وجدت مدير المطعم يبتسم لي ويرحب بي ويقول هل اجعل لك طاولة خاصة أمام واجهة المطعم
فقلت وبلا تردد : نعم ... لو سمحت فجلست وحديا انتظر العشاء وفي هذه اللحظة توقفت أمام المطعم سيارة فارهة , جدا نزل منها صاحبها الذي بانت عليه علامات الثراء فهرع له عدد من موظفي المطعم يستقبلوه ويرحبوا به
فلما وقعت عيناه علي عيني استمر ينظر إلي واخذ يرمقني من بعيد إلي أن اقبل علي ثم استأذني بالجلوس فأذنت له وعندما جلس أمامي علي طاولة واحدة أخذت تفوح من فمه رائحة كريهة ونتنة جدا حتى أنني رجعت بالكرسي للخلف محاولا الابتعاد عنه ولكن لا فائده
وبعد صمت دام لمده ... بدد الرجل غيوم الصمت فقال: ياشيخ أشعر بأنك متضايق من رائحة فمي المزعجة هل هذا صحيح؟؟
فقلت له بلطف: نعم صدقت فقال ياشيخ أنا مبتلي بشرب الخمر منذ أثنا عشر عاما ولا أستطيع مفارقتها وكيف استطيع التخلي عنها وهي الآن تسري في دمي ؟!!
قلت له: لا حول ولا قوة إلا بالله والله إنه عظيم جدا فسكتنا نحن الاثنين... وبعد لحظات اخذ الرجل يتأفف ويتنهد بنفس طويل..
فقلت له: استغفر الله يا أخي , ولا تأفف وتنفخ , بل اذكر الله وادعوه أن يفرج همك , ويشرح صدرك ويعينك علي بلواك
فقال: ياشيخ أنا عندي ملايين كثيرة , ومتزوج ولدي خمسة أولاد , لا يزوروني ولا يسألون عني مطلقا ولو عن طريق الهاتف ؟؟
واخذ يشتكي له ويبوح بما في داخله , ثم قال لعن الله المخدرات ... لعن الله المخدرات
فقاطعته وقلت: وما دخل المخدرات
قال : أنا من تجار المخدرات يا شيخ ؟؟ فاسقط في يدي وأندهشت من أمره كثيرا
فقال لي ياشيخ ؟
إني أردت أن اذهب وأتركك , سأذهب بسرعة ولن اغضب منك.
فقلت بعد لحظات من الصمت ممزوج بالحيرة .. لا اجلس ولا تذهب حتى نتعشي.
وما هي إلا لحظات حتى جاء العشاء , فأكلنا حتى شبعنا . ثم آتي ( الجر سون ) بالفاتورة . فادخل الرجل المليونير يديه في جيبه , فاخرج منه مجموعه كبيره من الأوراق المالية فوضعها أمامي علي الطاولة وقال يا شيخ إنها 32 ألف دولار , كلها من الحرام , فبالله عليك أن تدفع أنت حساب الفاتورة , حتى ينفعني الله بما أكلت من مالك الطيب الحلال .
فسددت الفاتورة وخرجنا .
وقال لي المليونير: يا شيخ أنا محتاج لك جدا جدا . أرجوك ثم أرجوك أن لاتتركني للحيرة والعذاب .
فقلت له ساساعدك بما اقدر عليه بإذن الله قال يا شيخ ؟
أنا ارتحت لك كثيرا وقد انشرح صدري للجلوس معك...
هيا لنجلس مع في أي مكان أنت تختاره ...
فقلت له: أما الآن فلا استطيع , ولكن اعدك بإذن الله أن التقي بك غدا صباحا , حيث إنني متعب من السفر ثم إني صاحبي ( خالد) تركته بالفندق وحيدا , ربما يكون الآن مشغول الذهن علي . فتمعر وجهه واعتراه الآسي ثم قال حسنا حسنا , إليك ( كارتي) فيها أرقام هواتفي فأخذت منه الكارت , واتجهت للفندق.
وما هي إلا لحظات حتى مر بي الرجل نفسه يقول في سيارته الفخمة , فتوقف بجانبي وانزل زجاج السيارة وقال يا شيخ اعذرني , اقسم بالله العظيم أنني أتشرف بركوبك بجانبي , ولكن هذه السيارة جلبتها بالمال الحرام , وكلها حرام في حرام , ولا أريد أن أجلسك علي مقعد حرام فاتركني واذهب في حال سبيلك.
وعند وصولي الفندق وجدت صديقي ( خالد ) قد استيقظ , وأخبرته بالذي جري بني وبين ذلك الرجل المليونير
.
فتعجب خالد جدا من أمر ذلك الرجل , وعزمنا أن ندعوه علي الفطور , وأن نحاول أن نسحبه إلي عالم الخير والهدايه و الصدق .
وفي الساعة التاسعة صباحا اتصل بالرجل المليونير ودعوته علي الفطور في الفندق الذي نقيم فيه .
فحضر وجلسنا معا.
واخذ صديقي خالد يعظه ويكلمه بكلام جميل و طيب يؤثر في الصخر , حتى تأثر ذلك الرجل تأثرا بالغا قد بان عليه , وقد رأيت دموعا صادقه تلالات في عينيه , ثم انحدرت علي خديه .
فرفع الرجل المليونير كفيه للسماء واخذ يقول : اللهم إني أستغفرك . اللهم اغفر لي . اللهم اغفر لي.
فعرضت عليه أن نزور بيت الله الحرام للعمرة , وأخذت أحدثه عن فضل العمرة , وما لها من اثر نفسي وراحة للمعتمر .
فقال الرجل : أعطوني فرصه لتفكير , وسوف أقوم بالاتصال بكم قبل الساعة الواحدة ظهرا , ثم انفض مجلسنا .
وفي تمام الساعة الثانية عشر , اخذ هاتف الغرفة يرن فرفع خالد السماعة , وأشار أن هذا المتصل هو صاحبنا المليونير .
وسمعت ( خالد) يتشرط علي الرجل أن لا يأخذ معه للعمرة ولا درهما واحدا .
وفي الساعة التاسعة والنصف مساءا , انطلقنا نحن الثلاثة نحو مكة المكرمة . وهناك عند الميقات تجرد الرجل من ثيابه , ولبس إحراما اشتريناه له فأخذ كل ملابسه التي كان يرتديها ورمي بها في حاوية النفايات وقال لا بد أن تفارق هذه الملابس الحرام جسدي.
وبعد ا ن انتهينا من تأديت مناسك العمرة قررنا أن نخرج من الحرم , لكي نحلل من الإحرام , ونبحث عن سكن لنا.
فقال الرجل المليونير بصوت حزين: اتركوني اجلس هنا اتركوني واذهبا أنتما . فقلنا له: حسنا ووصيناه ألا يغادر مكانه.
فلما عدنا لصاحبنا بعد أكثر من ساعة وجدناه في مكانه نائما , وقد نزل من عرق غزير , فأيقظناه من النوم , وذهبنا به إلي بئر زمزم , فلما شرب منه طلب منا أن نفيض عليه من ماء زمزم , فأخذنا نصب عليه الماء حتى بللنا جسمه بالكامل .
ثم ذهبنا للسكن لكي نرتاح , ولكن بعد لحظات طلب منا أن نسمح له بالرجوع للحرم المكي , فسمحنا له , وخرج للحرم , بعدما ارتدي ثوبا بسيطا بعشر ريالات , وقد كان يرتدي ما يزيد سعره الـ 500 ريال دفعه واحده .
وبعد صلاة الفجر التقينا باله بالحرم , وسلمنا عليه وإذا بالنور يشع من وجه , والابتسامة السمحاء طفت علي ثغره
فطلب منا أن نوصله لأحد ائمه الحرم المكي لأمر ضروري خاص به .
وبعد جهد استطعنا تحديد موعد مع احد أئمة الحرم المكي بعد صلاة العشاء في مكتبه بالحرم .
فلما أتي الموعد , دخلنا سويا علي أمام الحرم الذي كان ينتظرنا فسلمان عليه, ثم اقترب منا صاحبنا فقال له: يا شيخنا الكريم ؟ إني املك 30 مليون دولار – أكثر من مئة مليون ريال – كلها من مكسب حرام.
واليوم أنا تبت لله توبة صادقه , وانبت إليه , فما أفعل بها ؟
قال الشيخ بكل هدوء : تبرع بها علي الفقراء و المحتاجين.
فقال المليونير : إن المبلغ كبير وأنا لا اعرف كيف اصرفها , فهل ساعدتني علي ذلك ؟
فقال الشيخ : سوف أدلك علي بعض أهل الخير ليساعدوك علي توزيع المال.
ثم عدنا في نفس اليوم إلي البحرين , وقمنا بإجراءات تحويل المبلغ إلي احد البنوك بالسعودية.
وبعد يومين رجعنا إلي مكة , ومكثنا فيها 3 أيام , ثم ودعنا صاحبنا واخبرنا بأن علينا العودة للكويت , وعدناه أن نرجع إليه بعد بضعت أيام.
وبعد أربعة أيام رجعنا إلي مكة المكرمة , وهناك في الحرم , بعد البحث الطويل...
وجدنا صاحبنا الذي كان مليونير واقفا عند احد ممرات الحرم , مرتديا لباس عمال النظافة المخصصين لنظافة الحرم , ممسكا بيده مكنسة ! يكنس اللكر بها !! فلما اقتربنا منه وسلمان عليه , واعتقننا عناقا حارا وهو يرحب بنا ويقول: باركا لي... باركا لي...
فلما سألناه : عن ماذا نبارك لك ؟
قال : لقد توظفت هنا بالحرم في وظيفة عامل النظافة , واجري الشهري 600 ريال , كما أن السكن عليهم , وهي غرفه صغيره يشاركني فيها من الأخوة الأفارقه كما أن المواصلات عليهم.
فباركنا له , وهنئاه علي هذه الوظيفة الشر يفه التي تجر المكسب الطيب الحلال .
واليوم وبعد مرور عام كامل , لا يزال هذا الرجل عامل نظافة في الحرم المكي الشريف , وهو الآن يحفظ كتاب الله العزيز وقد بدا بجفظ صحيح البخاري ومسلم.
قال تعالي:} إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }فصلت30
كوفيه فلسطين- مشرف
- الجنس : عدد المساهمات : 173
نقاط : 163257
تاريخ التسجيل : 10/01/2010
العمر : 38
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى