أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
عصفورة الجنه | ||||
محبة بالله | ||||
ابن فلسطين | ||||
آمنة | ||||
كوفيه فلسطين | ||||
عيون المها | ||||
الكابتن | ||||
اميرة القدس | ||||
الجنرال | ||||
ام حسن |
المقامة الرمضانية
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المقامة الرمضانية
المقامة الرمضانية
حدث محمد بن علي قال:
دخلت سوق الحي, فألفيت به عبد الحي, وهو بين الميت والحي, وهو في ذلك الممشى, يخبط خبط الأعشى, وقد زعفر وجهه الصيام, وجفف ريقه الأوام. فقلت: لأقفون أثره. ولأخبرن خبره, وقد واريت عنه عياني, فكنت أراه من حيث لا
يراني. فانطلق حتى انغمس في أمواج الأخلاط, وهم في زحام وزياط, فماجت به تلك الأمواج, وأمدهم بعد ذلك أفراج, فاشتد في ذلك العراك بأسه, ولم يبد لى من جسده إلا راسه , فكلفي في اللحاق به المشقة, فاختلت للعرمرم كي أشقه, فانسل عبد الحي بعد عناء إلى الجزار, وكأته مكبل الرجلين, فليس الأمر لو ترى بهين ,وهو في ذلك شاتم ومشتوم, وطورا يلام وطورا يلوم, فلما بلغ إلى اللحام, وعاين تلك اللحام, جعل ينظر إليها نظر ذات وحام, فابتاع منه وطلا أو وطلين, ثم تولى قرير العين, وغطس إلى ناحية الخضر, متقلبا بين ضرار وضرر, فلما وقف عليها لفحته لوافح الأسعار, فضج من ذلك السعار, ولج في خصام الخضار, ثم صال وجال , واشترى ما يعجز عن حمله رجال, ثم غيبته عني لمة, أحاط به جمعها فواراه, وصار بمكان حيث لا أراه, فإذا هو عند بائع الزيتون , وقلبه بكل نوع مفتون , وطال حديثه إلى البائع, والكلام عن البضائع , حتى أسناه السوم, حرمة الصرم , فألقى زيتونة في فمه, وسها عن صومه, فصاح به القوم: يا رجل أفسدت الصرم! فلفظ منها ما تبقى، واستغفر الله وذكره، وسب من القوم من ذكره، فرأيته وقد تجهم وجهه, وشعث وأسه، وتصبب عرقه، وقد نهكته تلك الأثقال، وأنصبه التطواف بين جزار وبقال، وهو ينظر إلى ساعته في تلك الكروب، يحسب كم بقي للغروب؟ ولسان حاله يقول:
يا شمس قد طال النهار فاغربى==== فبالغر وب ينجلي ما حل بي
إنى إذا ما أخذتنى الدوخه === أسنذكر البوراك والشخشوخة
وشربة تصنع من حب الفريك === وزلبية تجي من بوفريك
وعنبا وطبقا من موز === وقهوة معها قلب اللوز
تهيج لي في نهمة أشواقي === وأغتدي من ذاك للأسواق
خلوا سبيلي معشر المجموع === يكفي الذي أصابني من جوع
قد كسرت من بينكم ضلوعي === لو كنت ادري جئت في دروع
ثم أقبل نحوي, بكل ما يحوي, فبادرت إليه, ثم سلمت عليه, فشكا إلي الحال ,وما لقي في تلك الأوحال, ثم قال لي: كيف حالك ورمضان؟
فقلت: شهر يستوجب الشكران , ولكن سل ومضان كيف حاله معي, إن كنت ممن يعي, فإننا في
زمن فسدت فيه الموازين, وصار ما يشين عند الناس يزين , ثم حدثته بحديث لبد العجاج ,وأنساه خبر اللحم والدجاج , حتى إذا استأس بكلامي قلت له: ما فعلت الزيتونة؟ فقال: سحقا إنها ملعونة! ثم سألني عن حكم ذلك؟ فقلت: القضاء على قول مالك؟ فقال: وهل في قول غيره ما يدفع؟ نقلت: يدفعه أذ تتشفع , وما أراه ينفع , فاقض يوما تبرأ به الذمة ,وتحمد في مذاهب كل الأئمة ,ثم طاف عليه من أحواله طائف , فأخبرني أنه نسي البقلاوة والقطايف, وقال: ذلك من أحكام السمر , ولذة السهر, فاصرف وانصرفت وقد هاجت علي رياح الرجز, فانطلق اللسان وما عجز, فأنشأت أقول:
واعجبا من صوم عبد الحي === إذ قد غدا في سفه وغي
ان شهر رمضان طاعة === ولم يكن شرع للمجاعة
بل هو من رب الورى تهذيب === ليس لنهش لحم ما ذيب
فإذ ذا مقصد شرع الله === في كل ما شرعه يا لاهي
من ضل عن مقاصد الشريعه === حرم من منافع بديعة
فصم وصن في صومك اللسانا === وابذل لكل من ترى الاحسانا
واصغ الى خير الورى الأواب === فيمن يصوم الشهر باحنساب
من صام به محتسبا === يغفر له الإله ما قد أذنبا
ومثله لكل من قد قامأ === ني ليله فلتطلب المقاما
فان أكثر الورى قد غفلا === حتى إذا ما رمضان أفلا
لم يغنموا ما غنم السباق === من نالهم من ربنا إعتاق
قال الراوي لهذا الخبر:
فرجعت أجتلي من ذلك العبر وأجيل فيه الفكر فجاءتني بفضائل الاستقامة، وقد أودعتها هذه المقامة.
حدث محمد بن علي قال:
دخلت سوق الحي, فألفيت به عبد الحي, وهو بين الميت والحي, وهو في ذلك الممشى, يخبط خبط الأعشى, وقد زعفر وجهه الصيام, وجفف ريقه الأوام. فقلت: لأقفون أثره. ولأخبرن خبره, وقد واريت عنه عياني, فكنت أراه من حيث لا
يراني. فانطلق حتى انغمس في أمواج الأخلاط, وهم في زحام وزياط, فماجت به تلك الأمواج, وأمدهم بعد ذلك أفراج, فاشتد في ذلك العراك بأسه, ولم يبد لى من جسده إلا راسه , فكلفي في اللحاق به المشقة, فاختلت للعرمرم كي أشقه, فانسل عبد الحي بعد عناء إلى الجزار, وكأته مكبل الرجلين, فليس الأمر لو ترى بهين ,وهو في ذلك شاتم ومشتوم, وطورا يلام وطورا يلوم, فلما بلغ إلى اللحام, وعاين تلك اللحام, جعل ينظر إليها نظر ذات وحام, فابتاع منه وطلا أو وطلين, ثم تولى قرير العين, وغطس إلى ناحية الخضر, متقلبا بين ضرار وضرر, فلما وقف عليها لفحته لوافح الأسعار, فضج من ذلك السعار, ولج في خصام الخضار, ثم صال وجال , واشترى ما يعجز عن حمله رجال, ثم غيبته عني لمة, أحاط به جمعها فواراه, وصار بمكان حيث لا أراه, فإذا هو عند بائع الزيتون , وقلبه بكل نوع مفتون , وطال حديثه إلى البائع, والكلام عن البضائع , حتى أسناه السوم, حرمة الصرم , فألقى زيتونة في فمه, وسها عن صومه, فصاح به القوم: يا رجل أفسدت الصرم! فلفظ منها ما تبقى، واستغفر الله وذكره، وسب من القوم من ذكره، فرأيته وقد تجهم وجهه, وشعث وأسه، وتصبب عرقه، وقد نهكته تلك الأثقال، وأنصبه التطواف بين جزار وبقال، وهو ينظر إلى ساعته في تلك الكروب، يحسب كم بقي للغروب؟ ولسان حاله يقول:
يا شمس قد طال النهار فاغربى==== فبالغر وب ينجلي ما حل بي
إنى إذا ما أخذتنى الدوخه === أسنذكر البوراك والشخشوخة
وشربة تصنع من حب الفريك === وزلبية تجي من بوفريك
وعنبا وطبقا من موز === وقهوة معها قلب اللوز
تهيج لي في نهمة أشواقي === وأغتدي من ذاك للأسواق
خلوا سبيلي معشر المجموع === يكفي الذي أصابني من جوع
قد كسرت من بينكم ضلوعي === لو كنت ادري جئت في دروع
ثم أقبل نحوي, بكل ما يحوي, فبادرت إليه, ثم سلمت عليه, فشكا إلي الحال ,وما لقي في تلك الأوحال, ثم قال لي: كيف حالك ورمضان؟
فقلت: شهر يستوجب الشكران , ولكن سل ومضان كيف حاله معي, إن كنت ممن يعي, فإننا في
زمن فسدت فيه الموازين, وصار ما يشين عند الناس يزين , ثم حدثته بحديث لبد العجاج ,وأنساه خبر اللحم والدجاج , حتى إذا استأس بكلامي قلت له: ما فعلت الزيتونة؟ فقال: سحقا إنها ملعونة! ثم سألني عن حكم ذلك؟ فقلت: القضاء على قول مالك؟ فقال: وهل في قول غيره ما يدفع؟ نقلت: يدفعه أذ تتشفع , وما أراه ينفع , فاقض يوما تبرأ به الذمة ,وتحمد في مذاهب كل الأئمة ,ثم طاف عليه من أحواله طائف , فأخبرني أنه نسي البقلاوة والقطايف, وقال: ذلك من أحكام السمر , ولذة السهر, فاصرف وانصرفت وقد هاجت علي رياح الرجز, فانطلق اللسان وما عجز, فأنشأت أقول:
واعجبا من صوم عبد الحي === إذ قد غدا في سفه وغي
ان شهر رمضان طاعة === ولم يكن شرع للمجاعة
بل هو من رب الورى تهذيب === ليس لنهش لحم ما ذيب
فإذ ذا مقصد شرع الله === في كل ما شرعه يا لاهي
من ضل عن مقاصد الشريعه === حرم من منافع بديعة
فصم وصن في صومك اللسانا === وابذل لكل من ترى الاحسانا
واصغ الى خير الورى الأواب === فيمن يصوم الشهر باحنساب
من صام به محتسبا === يغفر له الإله ما قد أذنبا
ومثله لكل من قد قامأ === ني ليله فلتطلب المقاما
فان أكثر الورى قد غفلا === حتى إذا ما رمضان أفلا
لم يغنموا ما غنم السباق === من نالهم من ربنا إعتاق
قال الراوي لهذا الخبر:
فرجعت أجتلي من ذلك العبر وأجيل فيه الفكر فجاءتني بفضائل الاستقامة، وقد أودعتها هذه المقامة.
رد: المقامة الرمضانية
תודה על הנושא מתוקה
آمنة- مشرفه
- الجنس : عدد المساهمات : 242
نقاط : 164589
تاريخ التسجيل : 27/11/2009
العمر : 28
الموقع : القدس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى